نص مقال نائب رئيس الأتحاد العربي لنقابات المدربين العرب عن التعليم الالكتروني

التعليم الإلكتروني بعد جائحة وباء كورونا المستجد “كوفيد 19”

بقلم أ.ماهر كامل شبير
نائب رئيس الأتحاد العربي لنقابات المدربين العرب
نقيب المدربين الفلسطينيين www.pta.ps
رئيس خبراء التطوير للحلول التكنولوجية www.tatwer.net

مثلما اجتاح وباء كورونا المستجد “كوفيد 19” حواجز الزمان والمكان، جاءت دعوات “التعليم والتعلم عن بعد” التي صاحبت انتشار الفايروس-لتجتاح هي الأخرى حواجز المدن والبلدان.
وفي ظل إجراءات الحجر المنزلي المتبعة في فلسطين، والتي شملتها إغلاق المدارس والجامعات والكثير من المؤسسات التي تقوم في تعاملاتها على الاتصال المباشر، اتجه رأي إلى استخدام طريقة التعليم والتعلم عن بعد، وذلك كسباً للوقت وتوفيراً للجهد وللوصول الى أكبر قدر من الفائدة الممكنة واستثمار الوقت بطريقة جيدة. ولكن تأبى الظروف في غزه الا أن تقف حائلاً أمام هذا الرأي، سواء على الصعيد الاقتصادي أو على الصعيد الفردي، ومدى استعدادهم لهذا الأمر أو على الصعيد المؤسساتي ومدى كفاءتها في إدارة هذه العمليات التعليمية والتدريبية.
لكنه ظهر الكثير من الجهود المبذولة على صعيد الجامعات والكليات وشركات تكنولوجيا المعلومات، إلا انه لا يوجد ضابط لهذا النظام وأن التعليم العالي غير مؤسس أصلاً على فكرة التعلم عن بعد أو التعليم الالكتروني، حيث لا توجد نصوص واضحة بهذا الشأن في المنظومة الأساسية للتربية والتعليم أو حتى لم يرد بها نص من القانون، وبالتالي لم يتم الاهتمام بها بشكل مركزي.
أما على صعيد الجامعات فإن هذا النظام قد اقتصر على بعض المساقات التعليمية والتدريبية، ولا يأخذ هذا الحيز الكبير من المنظومة التعليمية والتدريبية، فالتعليم في فلسطين كله يعتمد على التعليم الصفي الوجاهي لذا وقعنا في المشكلة في ظل أزمة كورونا والحجر المنزلي.
ان طلابنا وطالباتنا لا يملكون القدرة على إدارة الجزء المنوط بهم من العملية التعليمية من خلال المنازل، حيث لم يتم إعدادهم وتأهيلهم مسبقا لمثل هذا النظام، أيضاً لا تتوفر اللوجستيات في غزة ولا تساعد على هذا الأمر، فالتعليم الإلكتروني يحتاج كهرباء وانترنت وحالة من الاستقرار العامة، كما أن الأهالي والمعلمين أنفسهم لم يتم إعدادهم وتهيئتهم مسبقاً للعمل بنظام التعليم الإلكتروني فالتعليم الإلكتروني له أسسه ونظامه الذي يجب الالتزام به.
لذلك ظهرت حالات الفشل في التعليم الالكتروني في فلسطين، والأيام السابقة أثبتت فشلاً ذريعاً في استخدام هذه المنظومة منذ بداية الحجر المنزلي على صعيد المدارس والجامعات والمؤسسات التدريبية. إلا عند بعض المؤسسات نجحت بشكل نسبي.
وأنا أرى أن هناك خلل كبير في هذه المنظومة يجب العمل على إصلاحه، والدليل على ذلك أن وزير التعليم، أصدر بياناً بعدم اعتماد النظام الإلكتروني، وأن التعليم فقط. وجاهي وبهذا تم إجهاض كل جهود المنصات التعليمية، وطرائق التعلم عن بعد، على الرغم من أن العالم كله يسير باتجاه الحكومة الإلكترونية فالصين مثلاً هي أول من ظهرت فيها أزمة فايروس الكارونا، ومع ذلك فإن التعليم فيها استمر بالنظام الإلكتروني وكذلك اليابان وأمريكيا والكثير من الدول.
وأقترح في هذا السياق، أن يتم تأهيل منظومة التعليم عن بعد، بشكل مهني حتى تدخل في حياتنا وحياة أطفالنا منذ نعومة أظفارهم، في كافة الأمور الحياتية ابتداءً من المنزل ورياض الأطفال إلى المدارس والجامعات حتى تشمل كافة الأمور الحياتية.
وعلى المسؤول الحكومي أن يهتم بالشركات التي تعمل في القطاع التكنولوجي، وأن يقدم لها الدعم الحقيقي وحمايتها على الأقل من خلال التشريعات القانونية ودعمها في حال خرجت بأفكار أو برامج إبداعية تخدم المجتمع.

كما أن العالم طور العديد من المنصات التعليمية ولسنا بحاجة لإعادة إنتاجها من جديد، فالأسس التي سنعمل على أرضها موجودة، والمشكلة فقط في المُشَرِع الفلسطيني، فالتعليم الإلكتروني لا يُعترف به ولا قانون لدينا ينص على ذلك وبالتالي لا يوجد داعم فيصبح الأمر مكلف وليس سهلاً أبداً في ظل الظروف الاقتصادية المحيطة بقطاع غزه تحديداً.
على الرغم من أن هناك بعض المؤسسات والشركات التي تأسست على العمل عن بعد، نجحت نجاح مبير، وهي تؤدي أعمالها بهذه الطريقة منذ سنوات، وهذا جاء بناء على تدريب كوادرها وتأسيسهم للعمل عن بعد واستخدام التكنولوجيا.
ونحن في شركة خبراء التطوير لدينا حالة خصوصية في هذا السياق ونعمل جاهدين عن بعد مع العديد من العملاء خارج فلسطين، ولدينا قصص نجاح كبيرة، وعلى مستوى نقابة المدربين، أيضاً نعمل على فكر معين واستراتيجية وضعناها لنجعل من النقابة منصة إلكترونية لكل المدربين المنتسبين إليها، بحيث نعمل على التعويض عن الحالة الاقتصادية المتردية في القطاع و نفتح أبواب عبر المنصات الإلكترونية وهذا يستوجب علينا عمل تدريبات معمقة ومفصلة في هذا الموضوع، لاستقطاب مدربين على مستويات عالية حتى من خارج فلسطين، للقيام بمثل هذه التدريبات ولكن يبقى الحال مرهون بالمتدربين أيضاً ومدى استجابتهم و الفروقات العقلية والذهنية بينهم والتي تؤثر في مدى نجاحهم في هذا الاتجاه لكننا عملنا وسنظل نعمل جاهدين على إنجاح هذه المنظومة.



اترك تعليقاً